قد تتعجب من عنوان هذا الموضوع.. و معك كل الحق.
هذا الموضوع ليس عن وصفات الطهي أو عن القيمة الغذائية للحم السحالي.. بل هو عن إدارة الموارد البشرية! ما علاقة السحالي بالموارد البشرية؟
صبرا يا عزيزي.. أنا جاي لك في الكلام أهه!
كيف استطاع أديسون أن يخترع هذا المصباح ؟
لو تأملت حياة أي مخترع أو مبدع في اي مجال.. ستلاحظ أنه كي يصل إلى ما وصل إليه, لا بد أن يمر بسلسلة طويلة من التجارب.
بالطبع هذه التجارب ليست كلها ناجحة.. فنحن نرى في الأفلام الكوميدية أن العالم لابد أن يمتلئ معمله بالأنابيب الملونة و المحاليل التي تغلي على الموقد , و ما أن يخلط المحلول الأخضر بالسائل الأحمر, حتى يحدث الانفجار!
لقد فشل إديسون مئات المرات قبل أن يخترع هذا الشيء.. 999 مرة على وجه التحديد!
كيف رسم دافنشي أسطورته الخالدة الجيوكندا (الموناليزا) ؟
لوتأملت أي فنان أو كاتب أو موسيقار و هو يعمل.. ستجد أوراقه ملئية بالمحاولات و الشخبطة, التي تسبق العمل العبقري الذي سينشره لك في النهاية.
أثبتت الدراسات أن لوحة الموناليزا, تحتوي على عدة طبقات من الألوان الزيتية و ليس طبقة واحدة..لقد قضى سبع سنوات كاملة في التجريب و التعديل إلى أن خرجت لوحته إلى العالم. (من 1503م إلى 1510م)
كيف بدأ بيل جيتس؟
تعرف جيتس على عالم الكمبيوتر و هو طالب.. من خلال شركة Computer Center Corporation – CCC التي كانت توفر لهم أجهزة كمبيوتر, ليتدربوا عليها لمدة زمنية معينة.
لكنه جرب مع اصدقائه شيئا مجنونا .. حاولوا أن (يخترقوا) النظام ليطيلوا فترة جلوسهم على الكمبيوتر لتعلم المزيد !!
و من هنا اصبحوا أول هاكرز خيّرين في العالم.. لأنهم –بعد أن طردتهم الشركة- عرضوا عليها أن يكوّنوا فريقا, و يعملوا معا في الشركة لكشف الخلل الموجود في كل نظام حماية.. و من هنا كانت بدايته الحقيقية في عالم الأعمال !
هل تعرف بطوط؟
يعتبر بطوط أشهر الشخصيات الكرتونية و اقربها إلى قلوب الأطفال على الإطلاق, على عكس ميكي ماوس ذاته و الذي لا يحبه البعض بهذا القدر.
هذه صورة للشكل الأولي الذي رسمه والت ديزتي بيده.. طبعا قبل أن تصبح هناك عشرات التعديلات في شكل و تصميم الشخصية على مر السنوات حتى وصلت لشكلها الحالي.
هل عرفت ما أريد قوله ؟
فكر في السحلية و قل لي ..
هل من الممكن أن تأكلها ؟
..ماذا تقول ؟ ..لأ طبعا ؟؟
تعالوا نتأمل معا هذا المثال الصارخ..لماذا (تكره) أكل لحم السحالي؟
أنت لم تجربه أساسا.. و لا تعرف طعمه (مالم تكن صديقا خليجيا).. و على الرغم من ذلك تكره الفكرة ذاتها!
السبب في ذلك بسيط جدا..و هو أننا – بشكل لا إرادي- ننفر من كل مالم نعتد عليه.
هذه السحلية الصحراوية , تسمى الضب.. يأكلونها في الخليج و في معظم الدول الصحراوية.. يقال أن طعمها لذيذ و أن لحمها غني بالبروتينات و معتدل في نسبة الكولسترول, كما أن أكلها حلال.
لماذا تسجن نفسك في سجن عاداتك ؟
أنت لا تريد أن تقضي اجازتك في جزيرة أفريقية.. لا تحاول أن يكون لك صداقات من دولة أجنبية عبر الإنترنت.. لا تريد أن تحضر حفلا في الأوبرا.. أو أن تعرف جدول مهرجان المسرح التجريبي هذا الشهر.. و لا تريد أن تجرب لعبة الاسكواش أو التنس أو الجودو أو كرة الماء حتى الآن..!
هل سألت عن سعر قضاء إجازة في أحد الفنادق مثلا؟
غالبا – كمعظمنا- لم تفعل شيئا من كل هذا!
لم تقم ببعض هذه الأشياء ليس لأنك لا تحبها.. لكن لأنك تنفر من كل ما هو غير مألوف بالنسبة لك!
كل العظماء الذين ذكرتهم لك في هذا الموضوع , لو كانوا "ماشيين في السليم" و لا يفعلون إلا ما اعتادوا عليه فقط, لابتعدوا كل البعد عن التجارب لأن نتيجتها غير مضمونة !
جرب.. جرب.. جرب..لا تخف من التجربة لمجرد أنها تجربة!
د.شريف عرفة