عندما يذكر الإنسان الله ، فإنه يكون مثل السمك عندما يكون في الماء ، وعندما تنسى ذكر الله فإن قلبك يموت ، مثل السمك عندما يخرج من الماء ، فيصبح جسمك مقبرة لقلبك ، فالذكر غذاء القلوب وقوتها ، والذكر عمارة الديار التي متى توقفت عنه صارت بورا .
قال الله تعالى :
سورة الفرقان : قَالُوا سُبْحَانَكَ مَا كَانَ يَنْبَغِي لَنَا أَنْ نَتَّخِذَ مِنْ دُونِكَ مِنْ أَوْلِيَاءَ وَلَكِنْ مَتَّعْتَهُمْ وَآبَاءَهُمْ حَتَّى نَسُوا الذِّكْرَ وَكَانُوا قَوْمًا بُورًا (18)
والذكر سلاح المؤمن ، فهل يصلح أن تسير بدون سلاح في طريقك إلى الله والأعداء يتربصون بك ، وأول أعدائك هي نفسك :
سورة يوسف : وَمَا أُبَرِّئُ نَفْسِي إِنَّ النَّفْسَ لَأَمَّارَةٌ بِالسُّوءِ إِلَّا مَا رَحِمَ رَبِّي إِنَّ رَبِّي غَفُورٌ رَحِيمٌ (53)
النفس الأمارة بالسوء التي هي منبع الشهوات ، ومصدر الشبهات والرذائل ، ومأوى الأخلاق السيئة ، تخيل أنك تسير بدون سلاح ، ستجد نفسك تسير نحو النظر الحرام ، نحو التكبر ، نحو النميمة ، فالنفس بدون ذكر كالليل المظلم ، فمتى دخلها ذكر الله أنارها ، فالشهوات داخل النفس الأمارة بالسوء مثل الحطب والأفاعي والعقارب فمتى دخلها ذكر الله أحرقها .
كذلك الشيطان عدوك :
قال الله تعالى :
في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا النَّاسُ كُلُوا مِمَّا فِي الْأَرْضِ حَلَالًا طَيِّبًا وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (168)
في سورة البقرة : يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا ادْخُلُوا فِي السِّلْمِ كَافَّةً وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (208)
في سورة الأنعام : وَمِنَ الْأَنْعَامِ حَمُولَةً وَفَرْشًا كُلُوا مِمَّا رَزَقَكُمُ اللَّهُ وَلَا تَتَّبِعُوا خُطُوَاتِ الشَّيْطَانِ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (142)
في سورة الكهف : وَإِذْ قُلْنَا لِلْمَلَائِكَةِ اسْجُدُوا لِآدَمَ فَسَجَدُوا إِلَّا إِبْلِيسَ كَانَ مِنَ الْجِنِّ فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ أَفَتَتَّخِذُونَهُ وَذُرِّيَّتَهُ أَوْلِيَاءَ مِنْ دُونِي وَهُمْ لَكُمْ عَدُوٌّ بِئْسَ لِلظَّالِمِينَ بَدَلًا (50)
في سورة فاطر : إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمْ عَدُوٌّ فَاتَّخِذُوهُ عَدُوًّا إِنَّمَا يَدْعُو حِزْبَهُ لِيَكُونُوا مِنْ أَصْحَابِ السَّعِيرِ (6)
في سورة يس : أَلَمْ أَعْهَدْ إِلَيْكُمْ يَا بَنِي آدَمَ أَنْ لَا تَعْبُدُوا الشَّيْطَانَ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (60)
في سورة الزخرف : وَلَا يَصُدَّنَّكُمُ الشَّيْطَانُ إِنَّهُ لَكُمْ عَدُوٌّ مُبِينٌ (62)
وماذا يريد الشيطان :
قال الله تعالى :
في سورة المائدة : إِنَّمَا يُرِيدُ الشَّيْطَانُ أَنْ يُوقِعَ بَيْنَكُمُ الْعَدَاوَةَ وَالْبَغْضَاءَ فِي الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ وَيَصُدَّكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَعَنِ الصَّلَاةِ فَهَلْ أَنْتُمْ مُنْتَهُونَ (91)
في سورة المجادلة : اسْتَحْوَذَ عَلَيْهِمُ الشَّيْطَانُ فَأَنْسَاهُمْ ذِكْرَ اللَّهِ أُولَئِكَ حِزْبُ الشَّيْطَانِ أَلَا إِنَّ حِزْبَ الشَّيْطَانِ هُمُ الْخَاسِرُونَ (19)
حيث أن الشيطان يعرف القاعدة جيداً ، ويريد أن يبعد سلاحك عنك ( ذكر الله ) ، فشيطان يقطع طريق الذكر عليك ، يقطع الطريق الذي يوصلك إلى الله ، فإذا أردت محاربة الشيطان فأمسك سلاح الذكر ، فإذا أمسكته خنس الشيطان . وكف وأندحر وتوقف عن وسوسته ، فالشيطان جاثم على قلب ابن آدم ، يرسل وساوسه إلى قلبك الذي في صدرك .
سورة الناس
بسم الله الرحمن الرحيم
قُلْ أَعُوذُ بِرَبِّ النَّاسِ (1) مَلِكِ النَّاسِ (2) إِلَهِ النَّاسِ (3) مِنْ شَرِّ الْوَسْوَاسِ الْخَنَّاسِ (4) الَّذِي يُوَسْوِسُ فِي صُدُورِ النَّاسِ (5) مِنَ الْجِنَّةِ وَالنَّاسِ (6) .
فإذا أردت أن تصد الشيطان عن قلبك ، فأذكر الله كثيرا ، هذا مثل المنطقة العسكرية مشددة الحراسة ، لا أحد يستطيع الوصول إليها ، حتى إذا حاولت دبابة الدخول إليها تفجرت ، والطائرة إذا طارت فوقها احترقت ، فالشيطان جاثم على صدرك ، موجه سلاح الوسوسة نحو صدرك ، فإذا ذكرت الله تكونت هذه المنطقة العسكرية حول صدرك فابتعد الشيطان ، واحترقت كل وساوسه . لكن إذا نسيت ذكر الله ألتقم الشيطان قلبك ، فيرسل وساوسه ، مثل الفيروس عندما يدخل جهاز الحاسوب ، فتتدمر كل البرامج ، ويصبح الفيروس هو الذي يقودك ، فترى العين الحرام وتسمع الأذن الحرام وتمسك اليد الحرام وتذهب الرجل إلى الحرام . فلا يعمل جسمك بالطريقة الصحيحة ، فذكر الله هو مضاد الوسوسة الذي يحميك .